تمر ليبيا بمرحلة استثنائية تهدد شعبها ووجودها كدولة بداية بنقص سيادتها لبقائها فترة طويلة تحت البند السابع دون إظهار الجدية المطلوبة من الحكومات السابقة وكان السبب الرئيسي تعامل هذه الحكومات بطريقة تقليدية مع مشاكل استثنائية كانت سببا في تدنى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن ذلك
- اعتماد الحكومات السابقة علي الأموال الليبية المتمثلة في دخل النفط المصدر الوحيد للدخل الوطني والذي في أحسن الأحوال علي المستوي القريب والمتوسط والبعيد لن يكفي لتغطية جزءا من الاحتياجات
- الإبقا ء علي النظم الإدارية والمالية كما هي من عقود الأمر الذي تجاوزته كل الدول التي استطاعت تحقيق تطور وتنمية في مختلف قطاعات أعمالها
- صنف صندوق النقد الدولي ليبيا كسابع دولة في العالم في الفرص الاقتصادية وهي اكبر من ذلك بكثير لان كثير من هذه الفرص معطلة وفي حال تحريكها سوف تنتج فرص آخري عديدة
للخروج من هذه الدائرة ولعدم تكرار الفشل في صور حكومات متعاقبة ومن خلال ما تقدمه حكومة الوحدة الوطنية من توجه يعكس رغبتها في تجنيد كل الإمكانيات وجمع كل القدرات وإقرار النظم التي تساعدها رغم فترتها القصيرة يمكن من خلالها تخطي ليبيا حكومة وشعبا لمرحلة استثنائية تحمل من الصعوبات ما لا يمكن عبوره بأساليب تقليدية ولكل ذلك نعرض مقترح إقامة هذا المؤتمر والذي سيمكن ليبيا من جمع أموال طائلة يمكن ان تستغني من خلالها عن إيرادات النفط ونهائيا وإصلاح إداري من خلال مشاركة في الإدارة مع مستثمرين تمكنوا من خلال استخدامهم لأساليب إدارية متطورة مكنتهم من النجاح ولذلك نقترح ان تكون محاور المؤتمر تتجه إلي تكوين صناديق استثماري ة لكل قطاع مع الحفاظ علي السيادة الليبية من خلال النص في مشاريع تأسيس هذه الصناديق علي ان رئيس مجلس الإدارة والمدير العام ليبيين ونوابهم من اكبر مساهم دولي وثاني اكبر مساهم دولي .
ومن ذلك
- صندوق الطاقة والذي يمكن من خلاله ان تكون لليبيا القدرة علي تجاوز مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بل والمشاركة في حل مشكلة الطاقة لدي دول المحيط وكثير من المؤسسات الدولية المعنية بالطاقة تأتي إلي ليبيا وباستمرار بهدف السماح لها باستغلال الإمكانيات الليبية في مجال الطاقة التي تعتبر من الأفضل عالميا وتصبح الطاقة من مصادر الدخل بدل استنزاف الموارد
- صندوق الزراعة ويمكن من خلال استخدام أساليب حديثة لا تستنزف الموارد المائية وتحقق كل اشتراطات الجودة يمكن ان تجعل من الزراعة مصدرا مهما من مصادر الدخل الوطني وتحقيق مبدأ الأمن الغذائي
- صندوق التعدين وتعتبر ليبيا من أهم مناطق التعدين في العالم وهي مصدر جذب للمستثمرين الدوليين واهتمام كثير من الدول والمؤسسات الدولية المعنية
- صندوق المناطق الحرة وتجارة العبور يعتبر موقع ليبيا من أهم عوامل نجاح هذا الصندوق وميزة لايمكن توفرها لدي أي دولة أخرى إلا ان العالم قد انتظر ليبيا طويلا وأصبح يفكر جديا في التوجه إلي بدائل من دول الجوار منها الجزائر والمغرب وقد بدأت فعلا مع المغرب ولو كانت بأقل جودة أو أكثر تكلفة وسيشكل ذلك خسارة دائمة لليبيا لايمكن تعويضها والأمر يكاد لا يتعدي فترة حكومة الوحدة الوطنية ومن هذه المشاريع التي ستغادر ليبيا في حال عدم الإسراع في إقامة المؤتمر وطرح هذه المشروعات للاستثمار ) خط حديد إفريقيا – مطار ترانزيت دولي – محطة الطاقة الشمسية ( ما يحتم ضرورة القفز علي أي مبرر لتأجيل انطلاق المؤتمر لإثبات جدية الدولة الليبية في الرقي بمستوي التفكير إلي درجة تناسب الفكر الاقتصادي الدولي الحالي
يهدف المشروع إلي تحريك الفرص الاقتصادية مع تركيز الاهتمام علي أنشطة الخدمات ليصبح الاقتصاد الليبي اقتصادا خدميا وليس معتمدا علي استنزاف الثروات الطبيعية .
تم الإعداد لهذا المؤتمر بالتعاون بين اللجنة التحضيرية المكلفة من قبل غرفة التجارة والصناعة والزراعة بسبها صاحبة المقترح والتي يخولها القانون التقدم بالمبادرات في مجال الاقتصاد والخدمات و لجنة التنمية المستدامة بوزارة التخطيط
والتي أبدت كل اهتمامها ودعمها للمشروع .
سوف يتم اختيار شركة محلية وشركة دولية من خلال المفاضلة بهدف وضع أساسيات وشروط واليات إقامة المؤتمرات الاستثمارية الدولية وللحصول علي أفضل النتائج والتي تتوفر كل عوامل نجاحه بليبيا ولا ينقص إلا إدارته بشكل يناسب فكر
واهتمام المستثمرين الدوليين
يحتاج نجاح المشروع لتحقيق أهدافه التغطية الرسمية متمثلة في الحكومة الليبية من خلال دعمها ومساندتها لهذا المشروع . وتم التواصل مع ما يكفي من عناصر ومؤسسات يمكنها بعد تبني الحكومة إقامة المؤتمر المشاركة بفاعلية وبما يمكن من تحقيق أفضل النتائج التي سيكون عائدها دعما قويا لحكومة الوحدة الوطنية ودليلا علي نجاحها في تبني المشروعات الناجحة ونتيجة كل ذلك تحقيق الأمن والرخاء للمواطن الليبي بالتخلص من البطالة والفقر وتعاضد الشباب العاطل مع مثيري الفوضى بدل انخراطهم في مشروع استثماري تنموي يحقق أمالهم وتطلعاتهم ويساعدهم علي بناء بلادهم لتأخذ مكانتها التي تستحق بين دول العالم.
د. حسين عقيل