
يتجه العالم باضطراد نحو تصعيد المواقف واشعال الحروب وافتعال الازمات وهذا الامر نرى أنه أصبح عامل التخلف الرئيسي والوباء الاخطر الذي تواجهه البشرية مدفوعا بانعدام الفرص والخوف علي المستقبل بتأثر من نظريات السكان التشاؤمية منها نظرية “مالتس” وهذه النظريات تري ان الحل هو في الحروب والأوبئة، وانطلقت وفقا لهذا المفهوم الحملات الاستعمارية والحروب العالمية والتي قد أودت بحياة عشرات الملايين ويأتي في الجانب الاخر نقيض النظريات التشاؤمية ما يعرف بالاتجاه التفاؤلي والذين يرون ان زيادة السكان تشكل ميز كثيرة منها زيادة فرص الانتاج و وجود اسواق استهلاكية مساعدة علي الحاجة لزيادة الانتاج ونرى ان هذه الافكار النيرة هي نور في نهاية النفق للخروج من المبادئ السوداوية المبنية علي الصراع وسيادة الكراهية والعداوة الأمر الذي نهدف إلى احداث برمجة عقلية واقعية تتسق مع الطبيعة الانسانية السوية المنظمة بعيدة وباستهجان لثقافة الغاب ومن خلال العمل بمبدأ التعاون والابتكار ووحدة المصالح ليعم السلام ويتحقق الازدهار وتنتشر السعادة ولتحقيق القدر الاكبر من الكمال وسيادة الصفات الايجابية والانفصال ونبذ السلبيات.
من نماذج التعاون، تعاون أوروبا وأمريكا إنتج حضارة جديدة اتسمت بالتطور والتقدم و الإنسانية ارتقت بسببها هذه المنطقة وانتشرت نتائجها على باقي ارجاء العالم ثم انتقل التعاون بينهم مع هونج كونج ثم كوريا الجنوبية واليابان والصين والهند نتج عنه تطور هذه المناطق وعمت فوائد ذلك باقي ارجاء العالم وهذا الأمر الذي نهدف إلى تكرار حدوثه وبطريقة أفضل وبنتائج ستكون أعلى بكثير في منطقة شمال أفريقيا.
ويأتي النموذج المغاير وهو العرب واسرائيل الأمر كان بهدف خدمة اليهود وإيجاد وطن لهم ولكن النتيجة كانت مغايرة تماما فقد دخلوا دوامة صراع لا تعرف نهايتها ولا ثمنها ولا نتائجها واتجهت بالعرب إلى التفكير في الاستعداد للحروب وكلفهم ثروات طائلة وكذلك اليهود خسروا اموال كان يمكن ان توفر لهم حياة افضل في أي مكان من العالم استمر الطرفان في حالة شبه حرب مستمرة وانشغلوا بها عن أي نتائج او تحقيق أي اهداف اخري الا بما يضمن لهم تحقيق الانتصار في ساحات المعارك ونتج عنها استهلاك امكانياتهم المادية والبشرية والمعنوية ولم يتحقق لهم فعلياً سوى الادعاء بالنصر.
الطريق الصحيح:
منطقة شمال أفريقيا خالية من اسباب الصراع منها الديني والعرقي والتاريخي والحدود وتعارض المصالح باستثناء مشكلة الساقية الحمراء مع المغرب او بعض التوترات الأخرى والتي طابعها اقتصادي ناتج عن سوء إدارة الموارد فقط.
المميزات:
المنطقة الأهم التي يمكن من خلالها وبها تطوير قارة أفريقيا وإلحاقها بركب التطور والتقدم وتكون شريكاً حقيقياً في الاقتصاد العالمي بما تملكه من ثروات طائلة وفرص اقتصادية يصعب حصرها وقوى بشريه قادرة على العمل والإنتاج والتي يمكن من خلال انطلاق مشروع الشراكة يكون مركزها ليبيا لأنها تشبه مركز شمال أفريقيا ولها علاقات تاريخية بالدول العربية والإفريقية وتتميز بالقبول في اغلب الدول الإفريقية ويمكن لهذا المشروع استيعاب استثمارات تتجاوز عشرة تريليونات دولار وبشراكة من كل دول العالم من دول ومؤسسات وافراد وذلك من خلال تأسيس عدد من الصناديق الاستثمارية وبمشاركة عالمية وهي:
صندوق الطاقة:
يمكن لهذا الصندوق تبني تمويل مشاريع الطاقة بأنواعها ويمكن من خلال ذلك انتاج كهرباء بما يكفي احتياجات العالم.
الانتاج الزراعي والحيواني:
بما يتوفر في هذه المنطقة من مساحات شاسعه قابلة للزراعة ومياه جوفية هي اكبر مخزون مياه جوفي في العالم اضافة إلى الأمطار والأنهار وجودة المناخ.
صندوق المواصلات والاتصالات:
يمكن لهذا الصندوق رعاية الاستثمارات في هذا المجال منها ما يمكن تسميته مدينة طيران لتشمل كل احتياجات الطيران لتكون نقطة وصل بين قارات العالم وكذلك مد الطرق والسكك الحديدية من شمال القارة إلى جنوبها ومن شرقها الي غربها وسيشكل ذلك نهضة كبيرة وفوائد تعم العالم وكذلك مشاريع الاتصالات.
صندوق الاستثمار العقاري:
يمكن من خلال هذا الصندوق إحداث نقلة نوعية في انحاء القارة من خلال الاستثمار في قطاع السكن والتعليم والمراكز الصحية وغيرها.
صندوق التجارة:
يمكن من خلال هذا الصندوق تبني مشروع المناطق الحرة وتجارة العبور والذي سيساهم في إيصال المنتجات العالمية إلى انحاء أفريقيا ونقل المنتجات الإفريقية الى دول العالم.
النتائج:
- ارساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والاتجاه إلى العمل والإنتاج والتطور للحاق بركب الحضارة.
- مشاركة الدول والمؤسسات والافراد من كل العالم وسيكون الجميع مستفيد وستحقق هذه الشراكة الأمن والسلام والاستقرار والازدهار علي مستوي العالم.
- وصول المنتجات والخدمات الي مستحقيها ومساعدة المنتجين علي سرعة توزيع منتجاتهم ما يساعدهم علي زيادة الانتاج بالاستفادة من فرص مهدورة بدون مبرر.
- يتحقق الرخاء والاستقرار وينتج عن ذلك زيادة الاستهلال ما يسمح بزيادة الانتاج واضافة ملايين من فرص العمل.
ألية التنفيذ:
هذا المشروع لا يمكن انطلاقه الا من خلال ليبيا باعتبارها تمتلك أكبر ساحل علي شاطي البحر الابيض المتوسط وفي مقابل قارة اوروبا وبالقرب من قارة آسيا مع توفر الاراضي الشاسعة ورخص ثمنها مقارنة مع باقي دول العالم وجودة المناخ وتوفر المياه الجوفية وهي الأكبر عالمياً وصغر عدد سكانها ما يسمح بالاستفادة الأيادي العاملة من كثير دول العالم ما يساهم في توزيع العوائد علي عدد كبير من الدول ويساهم في معالجة مشكلة الهجرة الغير الشرعية والابتعاد عن المصطلح سيء السمعة محاربة الهجرة غير الشرعية وكأنها غزو مسلح يجب محاربته وهم في الحقيقة بشر هاربون من الموت جوعا.
أعداد: الدكتور حسين الهادي عقيل