تسلط المقابلة الضوء على الوضع المقلق للتنوع البيولوجي في إفريقيا، مع إبراز بصيص أمل من خلال الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة. يناقش ماهر محجوب، مدير مركز التعاون من أجل المتوسط في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، التحديات والفرص في هذا المجال، مع التركيز على مشاريع ناجحة في تونس والمغرب.
حذر خبراء البيئة من أنّ التنوع البيولوجي في إفريقيا يواجه خطرًا كبيرًا، حيث تتعرّض العديد من الأصناف والنظم البيئية النادرة لتهديداتٍ متزايدة.
وتشمل هذه التهديدات فقدان الموائل الطبيعية بسبب التوسع العمراني وتحويل الأراضي الزراعية، والاستغلال المفرط للحياة البرية من أجل الصيد والتجارة، وانتشار الأنواع الغريبة التي تُنافس الأنواع المحلية على الموارد، وتأثيرات تغير المناخ مثل الجفاف والفيضانات.
ولكن في الوقت نفسه، تُمثّل إفريقيا مصدر أملٍ كبيرٍ للحفاظ على التنوع البيولوجي.
فالقارة غنيةٌ بالنظم البيئية المتنوعة، من الغابات المطيرة الكثيفة إلى السافانا الشاسعة، ومن الأراضي الرطبة الساحلية إلى الجبال الشاهقة.
ويزداد الوعي بأهمية الحفاظ على الطبيعة بين الأفارقة، ممّا يُشكل أساسًا قويًا للعمل الجماعي لحماية ثرواتهم الطبيعية.
المنتدى الإقليمي الأول للمحافظة على الطبيعة في إفريقيا:
جاء انعقاد المنتدى الإقليمي الأول للمحافظة على الطبيعة في إفريقيا، في العاصمة الكينية نيروبي من 24 إلى 28 جوان 2024، ليُشكّل منصةً هامّةً لمناقشة التحديات التي تواجهها القارة في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتقديم حلولٍ ملموسةً لمعالجتها.
وهدف المنتدى إلى:
- جمع خبراء البيئة وصناع القرار من مختلف الدول الأفريقية لمناقشة التحديات التي تواجه التنوع البيولوجي في القارة.
- تقديم برنامج عمل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة للفترة 2026-2030، والذي يُحدد أهدافًا طموحةً للحفاظ على التنوع البيولوجي في إفريقيا.
- الاستعداد للمؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لصون الطبيعة الذي سيُعقد في أبو ظبي في أكتوبر 2025.مشاريع ناجحة للحفاظ على الطبيعة في إفريقيا:
يُقدّم الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، من خلال مركز التعاون من أجل المتوسط، دعمًا لمشاريعٍ عديدةٍ للحفاظ على التنوع البيولوجي في إفريقيا.
وتُمثّل هذه المشاريع أمثلةً ملموسةً على كيفية تحويل التحديات إلى فرصٍ للحفاظ على الطبيعة وتحسين حياة الإنسان.
في تونس:
- مشروع تحويل الواحات أحادية الزراعة إلى أنظمة بيئية متنوعة: يهدف هذا المشروع إلى تحويل الواحات التي تُزرع عادةً بنوع واحد من النخيل، مثل نخيل التمر، إلى أنظمة بيئية أكثر تنوعًا تشمل أنواعًا أخرى من النباتات والحيوانات. ويساعد ذلك على زيادة التنوع البيولوجي، وتحسين جودة التربة، وزيادة الإنتاجية الزراعية، وخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين.
- دعم صيد “الشرفية” في جزر قرقنة: “الشرفية” هي طريقة صيد تقليدية تُستخدم في جزر قرقنة التونسية. وتعتمد هذه الطريقة على بناء جدران من سعف النخيل في قاع البحر لتوجيه الأسماك نحو الشباك. ويساعد دعم هذه الطريقة على الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري، وتحسين سبل العيش للسكان المحليين، وتعزيز التراث الثقافي لجزر قرقنة.
في المغرب:
مشروع إنتاج الفحم الحيوي في منتزه خنيفرة الوطني: يهدف هذا المشروع إلى إنتاج الفحم الحيوي من المخلفات الزراعية، مثل قش القمح وأغصان الأشجار. ويُستخدم الفحم الحيوي كبديلٍ للوقود الأحفوري، ممّا يُساعد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية البيئة. ويساعد المشروع أيضًا على تحسين جودة التربة وزيادة الإنتاجية الزراعية، وخلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين.