شهدت تونس العاصمة يوم الأربعاء 12 فبراير حدثًا موسيقيًا استثنائيًا، حيث استضافت دار الأوبرا في دار الثقافة النهائي الكبير لمسابقة “أورانج للمواهب الموسيقية”. يُعد هذا الحدث السنوي فرصة ثمينة لاكتشاف المواهب الشابة وإبرازها في الساحة الفنية التونسية. قدم المتأهلون الثمانية، الذين تم اختيارهم بعد جولة موسيقية شملت مختلف جهات تونس، عروضًا مذهلة تركت بصمة لا تُنسى في ذاكرة الجمهور.
جولة وطنية لاكتشاف المواهب
على مدار شهر كامل، جابت مسابقة “أورانج للمواهب الموسيقية” سبع مناطق تونسية وأكثر من 25 جامعة بحثًا عن الفنانين الصاعدين الأكثر تميزًا. وقد أتاحت هذه الجولة الفرصة لمئات الطلاب لعرض مهاراتهم الموسيقية وأداء عروضهم على مسرح محترف. وبعد منافسة قوية، تم اختيار ثمانية مواهب استثنائية تلقوا دعمًا فنيًا وتقنيًا مكثفًا استعدادًا للنهائي الكبير.
عروض بمستوى احترافي
خلال النهائي، تألق الفنانون الشباب وسط تشجيع حماسي من الجمهور وأصدقائهم وعائلاتهم، بالإضافة إلى دعم الفرق التابعة لأورانج تونس. أظهر المشاركون نضجًا فنيًا لافتًا، حيث تميزوا بالثقة بالنفس، والتحكم في الأداء الصوتي، والحضور القوي على المسرح، ما جعل عروضهم تنافس تلك التي يقدمها المحترفون.
تنوع موسيقي يُثري الساحة الفنية
عكس النهائي الكبير ثراء المشهد الموسيقي التونسي والعالمي، حيث قدم كل مشارك أسلوبه الخاص وهويته الفنية الفريدة. تنوعت العروض بين المالوف، موسيقى الجاز، الراب، والإيقاعات الحديثة، إلى جانب مزج مبتكر بين الغناء والرقص. وكان الختام بمشهد مميز جمع المواهب الثمانية في عرض مشترك يعبر عن روح الوحدة والإبداع.
نجوم المستقبل: الفائزون الثلاثة الأبرز
تميزت مسابقة هذا العام بثلاثة فنانين برزوا بأدائهم الاستثنائي:
- نجوى عمور من قفصة، التي أبهرت لجنة التحكيم والجمهور بصوتها الساحر وأسلوبها الفريد المستلهم من التراث الموسيقي لجنوب تونس، وتُوّجت بلقب الفائزة الأولى.
- دريد السويسي من قابس، الذي حصد المركز الثاني بفضل إبداعه على الطبل وقدرته على تقديم تجربة صوتية مستوحاة من الألحان القبلية.
- شيماء خاشعة، الفائزة بالمركز الثالث، التي أبدعت في تقديم موسيقى الجاز بأسلوب راقٍ، مؤكدة أن هذا اللون الموسيقي قادر على أسر الجمهور التونسي.
لجنة تحكيم مرموقة ودعم فني مخصص
جمعت أورانج تونس لجنة تحكيم من نخبة الشخصيات الموسيقية التونسية لضمان تقييم احترافي وعادل. تضمنت اللجنة:
- محمد عبد القادر بن الحاج قاسم، عازف الإيقاع الشهير.
- عايدة نياتي، الفنانة البارعة ورئيسة لجنة التحكيم.
- سي لمهف، الموهبة الموسيقية الشابة.
- سليمة صنهاجي، مديرة البرامج في أورانج تونس.
أضفت العروض الافتتاحية التي قدمها أعضاء اللجنة لمسة من التميز على الأمسية، بينما استفاد المتأهلون من تدريب مكثف دام شهرًا، تضمن دروسًا صوتية وأداءً مسرحيًا بإشراف أعضاء اللجنة وفريق أورانج، مما ساعدهم على تطوير مهاراتهم والاستعداد لمتطلبات الاحتراف الفني.
أورانج تونس: التزام مستمر بدعم الشباب والثقافة
لا تقتصر مساهمة أورانج تونس على كونها مشغل اتصالات، بل تلعب دورًا فاعلًا في دعم المواهب الشابة وتعزيز الثقافة المحلية. ومن خلال برامجها المتنوعة في ريادة الأعمال، الرياضة الإلكترونية، الألعاب، والموسيقى، تواصل الشركة جهودها لدعم الابتكار والإبداع. يتماشى برنامج “أورانج للمواهب الموسيقية” مع هذه الرؤية، حيث يوفر منصة حقيقية للمواهب الشابة لإبراز إبداعاتها.
بفضل هذا النهائي الرائع، تكرّس “أورانج للمواهب الموسيقية” مكانتها كحدث رئيسي في المشهد الموسيقي الطلابي في تونس، وتؤكد على رسالتها في اكتشاف النجوم الجدد ودعمهم. هذا الحدث لا يمنح فقط الفرصة للفنانين الصاعدين، بل يعزز أيضًا مكانة الموسيقى كجسر يربط بين الثقافات ووسيلة لتوحيد القلوب.