عد عرضه المخصّص لتكريم المؤلف الموسيقي الإيطالي الشهير “انيو موريكوني” (1928-2020) على المسرح الروماني بالجم يوم السبت الماضي، كان لجمهور الدورة 56 لمهرجان الحمامات الدولي موعدٌ، الليلة الماضية، مع عازف الفلوت العالمي “آندريا غريمينيلي” الذي قدّم عرضا ساحرا على مسرح الحمامات، جاد خلاله على الحاضرين بما ألفه ابن موطنه “موريكوني” من روائع موسيقية تصويرية لأشهر الأفلام العالمية والتي يعود بعضها إلى خمسينيات القرن الماضي.
هي المرة الأولى التي يحل فيها “غريمينيلي” ضيفا على تونس، وقد اختار تقديم أشهر المؤلفات الموسيقية الفيلمية لموريكوني والتي تحث على الحب وتنشد للسلام.
ومن أشهر الموسيقى التي شنفت آذان جمهور الحمامات “Malèna” و”Il était une fois en Amérique” و”Pour une poignée de dollars” و”Wolf” و”L’Oiseau au plumage de cristal” وغيرها من موسيقى الأفلام الإيطالية والأمريكية التي حصدت جوائز عالمية في كبرى المهرجانات.
ولم يبخل عازف الفلوت الإيطالي على جمهوره بتمديد الوقت المخصص للعرض وتقديم مقاطع موسيقية أخرى، قابله تصفيق حار من الحاضرين الذين رحلت بيهم موسيقى العرض إلى عوالم الحب والرومنسية.
وعبّر “غريمينيلي” خلال النقطة الصحفية التي تلت العرض، عن إعجابه الشديد بتونس، قائلا: “هي المرة الأولى التي أزور فيها تونس وقد أتيت أيضا رفقة عائلتي لقضاء العطلة، لقد تمّ استقبالنا بحرارة وبكرم، كما أنني منبهر بالجمهور الذي أبدى عشقا كبيرا للموسيقى”.
وبخصوص عدم مصاحبة المعزوفات الموسيقية بمقاطع من الأفلام لا سيّما منها الأفلام القديمة التي لم يتسن للشباب مشاهدتها، أجاب “غريمينيلي” أنه كان اختيارا منه. وقد برّر هذا الاختيار بتغييب الفيديو بالقول إن تركيز الجمهور سينصبّ على الصورة ولن يكون تركيزه على الموسيقى. ويضيف أيضا “صحيح أن الأفلام أصبحت قديمة أما الموسيقى فتظل حية ولا تموت”.
وعازف الفلوت “آندريا غريمينيلي” هو من مواليد 13 ديسمبر سنة 1959. بدأ دراسة الآلة في سن العاشرة، كما بدأ حياته المهنية في الحفلات الموسيقية في سن مبكرة جدًا مما قاده إلى أشهر المسارح في العالم ، حيث كان مشغولًا بالعديد من مجموعات الأوركسترا وقائدي الفرق الموسيقية المرموقة أشهرهم “بافاروتي”.