يُعدُّ معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـــ39 والذي امتدّت فعالياته من 25 أفريل إلى 04 ماي 2025، منارة ثقافية تتوهّج سنويا في سماء الفكر و الإبداع وتجمع كلّ الفئات العمرية و كافة بلدان العالم (عربية وأوربية وآسيوية).
وقد تميّزت هذه الدورة بحضور أكثر من 300 دار نشر و أزيد من 100 ألف عنوان. كما نجحت في استقطاب 313 عارض من 29 دولة بما في ذلك تركيا التي تشارك لأول مرة في المعرض وكذلك الصين الشعبية كضيف شرف.
نوعية الكتب التركية المعروضة
شاركت تركيا من خلال جناحها، بقصر المعارض بالكرم، بكتب الترجمة وذلك نظرا لأهمية تبادل اللغات في تسريع التواصل و تحقيقه. بالإضافة إلى مجلات دولية لها من الأثر ما لغيرها من كتب التعليم والثقافة.
وقد قامت السفارة بعرض كتب في اختصاصات تعليمية وتعريفية بالثقافة التركية والتاريخ التركي وكذلك بالكتاب و الشعراء الأتراك.
هناك تأثير عميق وأساسي ولكنه يحتاج إلى دعم العناصر التركية الفاعلة في تونس بما في ذلك السفارة التركية التي تعمل على توطيد العلاقة بين البلدين من خلال مختلف الأنشطة التي تقوم بها.
تصريح سفير تركيا بتونس أحمد مصباح ديميركان
قال سعادة سفير تركيا بتونس أحمد مصباح ديميركان على وقع اختتام فعاليات المعرض الدولي للكتاب: “إنّ هذا المعرض له صدى على صعيد تونسي وإفريقي وعربي فهناك الكثير من البلدان المشاركة التي تساهم أيضا في إثراء هذه التظاهرة وتركيا من بين تلك البلدان وهي تسعى من خلال مشاركتها إلى تحقيق التواصل والشراكة مع تونس و مع القارئ التونسي فهو قارئ مشهود له بالثقافة والإطلاع على جميع الأصعدة.”
و أضاف: “الثقافة هي بالضرورة قدرة على الكتابة والقراءة وهي ما يحدد علاقتنا بمثل هذه التظاهرات الكبرى وأعني بذلك المعرض الدولي للكتاب بتونس لسنة 2025.”
كما أكّد أنّ: “قراءة الكتب ضرورية في كل زمان ومكان لتحقيق المعرفة وعبر الكتاب نصل إلى أجيالنا القادمة وإن شئنا فإن وسائل التواصل الاجتماعي و التلفزة و الراديو والسينما كلها قائمة على كتابة النصوص ومشاركتها. “
المعرض الدولي للكتاب هو مناسبة تجمع كل الفئات العمرية من المثقفين في جميع المجالات والاختصاصات سواء للبحث أو الإطلاع أو لاقتناء الكتب والتعرف على جديد الأدب و الثقافة والمعرفة.
العلاقة الثقافية بين تونس و تركيا
لاحظ السفير أنّ :”تونس بلد إفريقي وله علاقة بكافة البلدان الإفريقية و هي أيضا بلد من بلدان البحر الأبيض المتوسط وله إشعاع متوسطي. وفي نفس الوقت بلد عربي-إسلامي له خصوصيات ثقافية عربية وإسلامية متجذّرة وتركيا تشترك مع تونس في هذه النقطة فهي أيضا بلد متنوع الثقافات.
ثم أفاد: “تونس بلد مهم و سيبقى دائما من المهم التعامل معه.”
وعقَّب : “التونسيون أصبحوا يعرفون تركيا جيدا نظرا إلى كثرة السياح التونسيين الوافدين عليها وبالتالي فدور الكتاب مكمّل لهذا الاكتشاف على أرض الواقع.
هناك أيضا الأعمال الدرامية التركية التي تُعرض اليوم على الشاشات التونسية و التي استطاعت التعريف بالممثلين وبعض العادات و الثقافات و بالنمط المجتمعي التركي.
كل مشروع للعلاقات الثنائية قائم على المعرفة ونحن نركّز على هذه النقطة بالذات .”
تبادل المعارف الثقافية بين البلدين
أقر سعادة السفير: “أنّ الشعب التونسي شعب مثقف و يشبه الشعب التركي كثيرا، كلا المجتمعان مهتم بالثقافة و المعرفة وهو نقطة التقاء مهمة ومفيدة جدا لتجديد التعاون الثقافي المشترك.
الشعب التونسي بكل فئاته شعب يحترم بعضه البعض ويعمل على تطبيق أسس التمدّن و الحضارة والإخلاص لتاريخ الشعوب. وهو ما يجعل الأتراك يحبون تونس و يحترمونها و يعملون على توطيد أواصر التعاون معها.”
معهد يونس إمره التركي بتونس
منظمة حكومية تركية بمثابة المركز الثقافي، تهدف إلى نشر الثقافة التركية ولها فروع في نحو أربعين دولة بما في ذلك تونس، سُميت على إسم الشاعر التركي يونس إمره.
من أهم وظائف الفرع التركي لهذا المركز الثقافي بتونس: تعليم اللغة و التعريف بالثقافة التركية لدى المجتمع التونسي. ويتعاون أفراد المركز لتقسيم الأدوار وتنظيم الأنشطة الكفيلة بكل ذلك.
في الختام، برزت المشاركة التركية في المعرض الدولي للكتاب التونسي بفضل الشراكة المثمرة بين وزارة الشؤون الثقافية والسفارة التركية بتونس بهدف تفعيل الشراكة بين البلدين في مساحة تقاطعت فيها الأفكار وأشعت فيه أواصر الإبداع الثقافي.