يحتفل معرض IFA، أكبر معرض تجاري للإلكترونيات الاستهلاكية في أوروبا، بذكرى تأسيسه المئوية هذا العام. منذ انطلاقه عام 1924 كمعرض إذاعي، تطور IFA ليصبح منصة عالمية لاستعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية، ما جعله مرتبطًا بشكل وثيق بالشركات الرائدة في هذا المجال مثل سامسونج.
شهدت الأجهزة المنزلية والإلكترونيات تحولات هائلة على مدار العقود، إذ انتقلت من كونها أجهزة ضخمة وغير مرنة إلى أجهزة ذكية ومتقدمة تتكامل بسلاسة في حياتنا اليومية. وفي قلب هذا التحول، تصدرت سامسونج مسيرة الابتكار، حيث قدمت حلولًا ذكية مثل ربط الأجهزة المحمولة وأجهزة التلفزيون والأجهزة المنزلية عبر منصة SmartThings. كما شهدت مساعدتها الصوتية Bixby تطورات ملحوظة في قدرتها على معالجة وفهم الأوامر المعقدة بلغة طبيعية.
تحت شعار “الابتكار للجميع”، ينطلق معرض IFA 2024 في 6 سبتمبر، حيث ستستعرض سامسونج مرة أخرى رؤيتها المستقبلية للابتكار خلال رحلتها الطويلة مع المعرض، التي تمتد لأكثر من قرن.
من معرض إذاعي إلى منصة ابتكار متكاملة
تأسس معرض IFA في عشرينيات القرن الماضي كمنصة لتسليط الضوء على تقنيات الراديو الجديدة، وكان من أبرز لحظاته الكلمة الافتتاحية التي ألقاها ألبرت أينشتاين في عام 1930. منذ ذلك الحين، شهد المعرض العديد من الإنجازات التكنولوجية المهمة، مثل تقديم أول راديو سيارة عام 1932 وأول تلفزيون ملون عام 1937. ورغم توقف فعالياته أثناء الحرب العالمية الثانية، استمرت الابتكارات التكنولوجية في التطور. في عام 1971، تغير اسم المعرض ليصبح “Internationale Funkausstellung” أو “IFA” كما نعرفه اليوم.
شهدت الأجهزة المنزلية بدورها ثورة تكنولوجية هائلة. فبعد أن كانت مجرد آلات ميكانيكية تساهم في تقليل عبء الأعمال المنزلية، أصبحت هذه الأجهزة بفضل الابتكارات المتقدمة في المحركات والمكونات الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية الحديثة، مع ميزات الاتصال الذكي والتحكم عن بُعد.
سامسونج: من جناح صغير إلى عملاق الابتكار
بدأت سامسونج مشاركتها في معرض IFA عام 1991 بجناح متواضع يعرض شاشات وأجهزة كمبيوتر شخصية. ومع مرور الوقت، توسعت مشاركة الشركة لتصبح رائدة في تقديم أحدث تقنياتها. ففي عام 2003، ارتقت سامسونج بمشاركتها عبر جناح أكبر، لتتوسع لاحقًا وتستحوذ حصريًا على CityCube Berlin منذ عام 2014، حيث تمتد مساحتها الآن إلى 6000 متر مربع.
من خلال التزامها المستمر بالابتكار، قدمت سامسونج خلال IFA مجموعة من الإنجازات البارزة. في عام 2006، أطلقت الشركة تلفزيون “Bordeaux”، الذي ساعدها على تصدر سوق التلفزيونات العالمي. وفي عام 2011، قدمت أول تلفزيون ذكي في الصناعة، بالإضافة إلى جهاز Galaxy Note الذي أحدث ثورة في عالم الهواتف المحمولة بفضل تصميمه الذي جمع بين الهاتف والجهاز اللوحي.
وفي IFA 2013، كشفت سامسونج عن أول تلفزيون UHD منحني في العالم وساعتها الذكية الأولى Galaxy Gear. ثم جاء عام 2016 ليشهد إطلاق ثلاجة Family Hub، المزودة بشاشة لمسية كبيرة وتقنيات إنترنت الأشياء، مما أضاف بعدًا جديدًا لعالم الأجهزة المنزلية الذكية.
قيادة عصر الذكاء الاصطناعي والعيش المتصل
أدركت سامسونج مبكرًا إمكانيات تقنيات “العيش المتصل” وتأثيرها على حياتنا اليومية. في عام 2014، استحوذت على منصة SmartThings التي أصبحت الآن نظامًا عالميًا يضم أكثر من 340 شريكًا ويخدم 350 مليون مستخدم حول العالم. منذ ذلك الحين، واصلت سامسونج توسيع قدراتها في تقديم تجارب منزلية متصلة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
في IFA 2018، أكدت سامسونج أن الذكاء الاصطناعي سيكون أحد الركائز الأساسية لمستقبل الأجهزة المنزلية، حيث قدمت تقنيات تجعل الأجهزة أكثر قدرة على التفاعل والتعلم من سلوك المستخدمين. وفي IFA 2023، كشفت الشركة عن 15 جهازًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي، في خطوة جسدت بداية عصر جديد لهذه التقنيات.
إحدى أبرز التطورات التي عرضتها سامسونج كانت منصة “Samsung Food”، وهي نظام ذكي للوصفات والطهي يربط الأجهزة المنزلية بالمستخدمين لتقديم تجارب طهي مخصصة بناءً على احتياجاتهم.
استعراض المستقبل في IFA 2024
اليوم، تواصل سامسونج رحلتها نحو ابتكارات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحكم الصوتي. الأجهزة التي كانت في الماضي مجرد أدوات تخزن الطعام أو تغسل الملابس، أصبحت الآن أكثر ذكاءً وتقدمًا، قادرة على التفاعل مع المستخدمين بسهولة وتولي المهام المنزلية تلقائيًا.
ستعرض سامسونج هذه التطورات في جناحها الضخم في CityCube Berlin خلال IFA 2024، الذي سيُقام في الفترة من 6 إلى 10 سبتمبر.