شهدت احتياطيات تونس من العملة الأجنبية تحسنًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغت في السادس من أغسطس 2024 مستوى قياسيًا قدره 3.24 مليار دينار تونسي، أي ما يعادل تغطية 110 أيام من واردات البلاد. هذا الارتفاع يمثل قفزة نوعية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث كانت الاحتياطيات تقدر بـ 2.23 مليار دينار وتغطي 101 يوم فقط من الواردات.
وتأتي هذه النتائج الإيجابية في ظل سلسلة من التطورات الاقتصادية التي شهدتها تونس، والتي كان لها الأثر الأكبر في تعزيز احتياطياتها من النقد الأجنبي. فقد أرجع البنك المركزي التونسي هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- النهوض بالقطاع السياحي: شهد القطاع السياحي في تونس انتعاشًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في العائدات السياحية بنسبة 6.3% مقارنة بالعام الماضي. وقد ساهم هذا الانتعاش في ضخ كميات كبيرة من العملة الصعبة في الاقتصاد التونسي.
- تحسن عائدات العمل: حققت عائدات العمل في تونس تحسنًا ملحوظًا بنسبة 9.2%، مما يعكس تحسن الأداء الاقتصادي بشكل عام وزيادة الإنتاجية في مختلف القطاعات.
- رغم ارتفاع خدمة الدين الخارجي: على الرغم من ارتفاع خدمة الدين الخارجي بنسبة 67.5% نتيجة لزيادة الالتزامات الخارجية، إلا أن الزيادة في العائدات السياحية وعائدات العمل كانت كافية لتغطية هذه الزيادة وتحقيق فائض في ميزان المدفوعات.
يشكل الارتفاع الحاد في احتياطيات تونس من العملة الأجنبية إنجازًا اقتصاديًا مهمًا، ولكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من الجهد والعمل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الشامل.