تونس تستقطب أكثر من 2.5 مليار دينار استثمارات أجنبية مباشرة في 9 أشهر 2025: نمو بنسبة 28.1%

تاريخ:

أحدث الأخبار

سجلت تونس قفزة نوعية في تدفق الاستثمارات الخارجية، حيث بلغت قيمتها 2588.7 مليون دينار (م د) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، ارتفاعًا من 2020 م د في الفترة المماثلة من عام 2024. هذه الزيادة الملحوظة بنسبة 28.1 بالمائة تُشير إلى تحسن جاذبية الاقتصاد التونسي، خصوصًا مع نمو الاستثمارات المباشرة في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والطاقة.

ارتفاع قياسي في إجمالي الاستثمارات وتفوق الاستثمار المباشر

أظهرت البيانات الإحصائية الصادرة عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي (FIPA) أن إجمالي الاستثمارات الخارجية المستقطبة حتى نهاية سبتمبر 2025 بلغ 2588.7 م د. ويُلاحظ أن توزيع هذه الاستثمارات شهد تحولاً، حيث شكلت استثمارات الحافظة المالية (الاستثمار في البورصة) نسبة 52.7 بالمائة من الإجمالي، مقابل 33.6 بالمائة في سبتمبر 2024.

وفي سياق متصل، ارتفعت الاستثمارات الخارجية المباشرة (FDI) بنسبة 27.7 بالمائة لتصل قيمتها إلى 2536 م د حتى سبتمبر 2025، مقارنة بـ 1986.4 م د في الفترة ذاتها من العام الماضي، مما يؤكد الثقة المتزايدة للمستثمرين في الإمكانات الاقتصادية لتونس.

التوزيع القطاعي: الصناعات المعملية والطاقة في الصدارة

شهد التوزيع القطاعي للاستثمار الخارجي المباشر تركيزًا لافتًا في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية:

  • الصناعات المعملية: استأثر هذا القطاع بالنصيب الأوفر، باستقطابه 1613 م د، مسجلاً تطورًا بنسبة 24.6 بالمائة مقارنة بـ 1294.6 م د بين سبتمبر 2025 و2024.
  • قطاع الطاقة: شهد حركية استثمارية هامة، بلغت 493.5 م د، بنمو قوي وصل إلى 35 بالمائة مقارنة بـ 365.5 م د العام الماضي.
  • الخدمات: جذب استثمارات مباشرة بقيمة 366.3 م د، مسجلاً زيادة بنسبة 19.3 بالمائة.
  • الفلاحة: حقق قفزة نوعية، باستقطابه 63.1 م د حتى أواخر سبتمبر 2025، مقابل 19.2 م د في الفترة ذاتها من 2024، مدفوعًا بمشروع هولندي ضخم.

المشاريع الاستثمارية وخلق فرص العمل

أشارت معطيات وكالة FIPA إلى أن تدفق الاستثمار الخارجي خارج قطاع الطاقة مكّن من تسجيل 762 عملية استثمارية بقيمة 2042.5 م د، مما أسفر عن إحداث 11554 موطن شغل مباشر. وقد توزعت هذه العمليات كالتالي:

  • مشاريع الإحداثات الجديدة: تم إحصاء 67 مشروعًا بقيمة 307.5 م د، ساهمت في إحداث 3990 موطن شغل جديد.
  • مشاريع التوسعة: بلغت 695 مشروعًا بقيمة 1734.9 م د، وأسفرت عن إحداث 7564 موطن شغل جديد.

التوزيع الجغرافي والجنسيات المستثمرة

  • التوزيع الجغرافي: تتركز أكثر من 61 بالمائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الإقليم الثاني (تونس الكبرى) بقيمة 1250.6 م د، مع تصدر ولاية بن عروس بـ 328.2 مليون دينار تونسي.
  • توزيع الاستثمارات حسب البلدان (خارج قطاع الطاقة):
    1. فرنسا: المرتبة الأولى بـ 639.9 م د، أي ما يزيد عن 31 بالمائة من الإجمالي.
    2. ألمانيا: المرتبة الثانية بـ 294 م د.
    3. إيطاليا: المرتبة الثالثة بـ 242.4 م د.
    4. هولندا: المرتبة الرابعة بـ 153.7 م د.
    5. الولايات المتحدة الأمريكية: المرتبة الخامسة بـ 108.2 م د.

توقعات إيجابية ودور تونس كمنصة عالمية

أكد حاتم السوسي، المدير المركزي بوكالة FIPA، لـ “وات”، أن تونس بإمكانها بلوغ الهدف المنشود لعام 2025 والمُقدر بـ 3.4 مليار دينار، مُرجعًا ذلك إلى “الحركية الاستثمارية اللافتة والتقدم في مشاريع التوسعة”.

  • الاستثمار في الطاقة: أشار إلى أهمية تدفق الاستثمارات في قطاع الطاقة، خاصة في الطاقات المتجددة، مع ضخ استثمارات محترمة في مشروعين بولايتي القيروان وسيدي بوزيد.
  • الصناعات المعملية والسيارات الكهربائية: رهن السوسي على ديناميكية قطاع مكونات السيارات، وكشف عن إقبال لافت من الشركات الصينية المتخصصة في السيارات الكهربائية والهجينة، حيث تسعى هذه الشركات للبحث عن مواقع جديدة للاقتراب من الاتحاد الأوروبي، ويجري العمل على جعل تونس منصة هامة لها عبر شراكات مربحة مع الشركات الصينية والكورية الجنوبية واليابانية.
  • تطور قطاع الفلاحة: تُعزى الزيادة الكبيرة في الاستثمارات الفلاحية إلى استثمار وحيد ضخم من شركة هولندية في مشروع مندمج بمنطقة الهيشة في قابس، لإنتاج الخضروات والغلال باستخدام المياه الجيوحرارية، يمتد على حوالي 300 هكتار.

ويُشار إلى أن مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2026 يراهن على استقطاب استثمارات خارجية بقيمة 4 مليار دينار لكامل العام القادم، مما يؤكد استمرار هذا المسار التصاعدي.

اقرأ أيضًا
اقرأ أيضًا

ترويج أكثر من 77 ألف سيارة إلى أواخر أكتوبر 2025 مع تطور لافت للسوق الموازية

مبيعات السيارات في تونس ترتفع إلى 77112 وحدة إلى أواخر أكتوبر 2025، والسوق الموازية تسجل نموًا بـ34.4 بالمائة، بينما تواصل العلامات الآسيوية والأوروبية الهيمنة على الترتيب.

أورنج تونس تحتفي بالرياضيين الدوليين وموظفيها في حفل La Nuit du Sport 2025

أورنج تونس تكرّم لاعبين دوليين سابقين وتحتفي بأفضل الرياضيين داخل الشركة في حفل La Nuit du Sport 2025، بحضور أسماء بارزة في كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد.

حكمة للأدوية تعزز حضورها في تونس باستثمار 50 مليون دينار ووحدة إنتاج جديدة

توسّع شركة حكمة وجودها في تونس من خلال وحدة إنتاج متطورة تخلق فرص عمل جديدة وتدعم الاكتفاء الذاتي الدوائي، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة العالمية.

أورنج تونس تستقبل الكابل البحري MEDUSA: خطوة استراتيجية تعزز ربط تونس بالبحر الأبيض المتوسط والعالم الرقمي

بفضل مشروع MEDUSA الذي يمتد لأكثر من 8000 كلم، تُصبح تونس أول دولة إفريقية تستضيف هذه البنية الرقمية العملاقة، مما يعزز سيادتها الرقمية ودورها المحوري في الربط بين القارتين الأوروبية والإفريقية.

الشركة الناشئة “Tim’ess” تخطو خطوة جديدة من خلال إجراء جولة تمويل أولي لدعم مرحلة الانتاج و التواصل.

نجاح Tim'ess في التمويل الأولي تحقق بفضل دعم مجموعة MPBS الرائدة إقليمياً في تشطيب الألواح الخشبية وحلول البناء الخشبي، ودعم المستثمرة الملاك الخبيرة السيدة آمال بهلول. يضمن هذا الدعم ليس فقط رأس المال، بل أيضاً الخبرات النوعية اللازمة لتسريع التوسع العالمي للشركة وتعزيز أثرها الاجتماعي والبيئي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030.

أورنج تونس تحتفل بالدورة الـ 15 لمسابقة Orange Summer Challenge وتتوج 4 مشاريع ابتكارية مستدامة

فاز مشروع WEDTECT – DripIn بالجائزة الأولى (7000 د.ت) في Orange Summer Challenge 15 لـ أورنج تونس. المسابقة، التي نُظمت تحت شعار "Startup4Good"، دعمت 25 طالبًا لتطوير حلول تكنولوجية في مجالات البيئة والمياه والاقتصاد الدائري، بالتعاون مع شركاء مثل PNUD.

PMO MASTERY 2025: تونس تستضيف أول حدث دولي لإدارة المشاريع والتحول التنظيمي

PMO Mastery 2025 يضع تونس في قلب صناعة إدارة المشاريع عالميًا. الحدث يجمع خبراء من ثلاث قارات لبحث الذكاء الاصطناعي، القيادة الرقمية، الأمن السيبراني، ودور المرأة في القيادة، مع تدريب عملي وفرص شراكة استراتيجية.

تونس والتدخين: تحديات مستمرة وحلول جديدة على طاولة النقاش

تونس تواجه أزمة صحية بسبب التدخين، حيث يدخن نصف الرجال والشباب بانتظام. رغم القوانين، يبقى التنفيذ ضعيفًا. الحل قد يكمن في تبني استراتيجيات مرنة مثل "الحد من المخاطر" التي أثبتت فعاليتها في دول مثل السويد والمملكة المتحدة.