ارتفاع قياسي في إجمالي الاستثمارات وتفوق الاستثمار المباشر
أظهرت البيانات الإحصائية الصادرة عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي (FIPA) أن إجمالي الاستثمارات الخارجية المستقطبة حتى نهاية سبتمبر 2025 بلغ 2588.7 م د. ويُلاحظ أن توزيع هذه الاستثمارات شهد تحولاً، حيث شكلت استثمارات الحافظة المالية (الاستثمار في البورصة) نسبة 52.7 بالمائة من الإجمالي، مقابل 33.6 بالمائة في سبتمبر 2024.
وفي سياق متصل، ارتفعت الاستثمارات الخارجية المباشرة (FDI) بنسبة 27.7 بالمائة لتصل قيمتها إلى 2536 م د حتى سبتمبر 2025، مقارنة بـ 1986.4 م د في الفترة ذاتها من العام الماضي، مما يؤكد الثقة المتزايدة للمستثمرين في الإمكانات الاقتصادية لتونس.
التوزيع القطاعي: الصناعات المعملية والطاقة في الصدارة
شهد التوزيع القطاعي للاستثمار الخارجي المباشر تركيزًا لافتًا في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية:
- الصناعات المعملية: استأثر هذا القطاع بالنصيب الأوفر، باستقطابه 1613 م د، مسجلاً تطورًا بنسبة 24.6 بالمائة مقارنة بـ 1294.6 م د بين سبتمبر 2025 و2024.
- قطاع الطاقة: شهد حركية استثمارية هامة، بلغت 493.5 م د، بنمو قوي وصل إلى 35 بالمائة مقارنة بـ 365.5 م د العام الماضي.
- الخدمات: جذب استثمارات مباشرة بقيمة 366.3 م د، مسجلاً زيادة بنسبة 19.3 بالمائة.
- الفلاحة: حقق قفزة نوعية، باستقطابه 63.1 م د حتى أواخر سبتمبر 2025، مقابل 19.2 م د في الفترة ذاتها من 2024، مدفوعًا بمشروع هولندي ضخم.
المشاريع الاستثمارية وخلق فرص العمل
أشارت معطيات وكالة FIPA إلى أن تدفق الاستثمار الخارجي خارج قطاع الطاقة مكّن من تسجيل 762 عملية استثمارية بقيمة 2042.5 م د، مما أسفر عن إحداث 11554 موطن شغل مباشر. وقد توزعت هذه العمليات كالتالي:
- مشاريع الإحداثات الجديدة: تم إحصاء 67 مشروعًا بقيمة 307.5 م د، ساهمت في إحداث 3990 موطن شغل جديد.
- مشاريع التوسعة: بلغت 695 مشروعًا بقيمة 1734.9 م د، وأسفرت عن إحداث 7564 موطن شغل جديد.
التوزيع الجغرافي والجنسيات المستثمرة
- التوزيع الجغرافي: تتركز أكثر من 61 بالمائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الإقليم الثاني (تونس الكبرى) بقيمة 1250.6 م د، مع تصدر ولاية بن عروس بـ 328.2 مليون دينار تونسي.
- توزيع الاستثمارات حسب البلدان (خارج قطاع الطاقة):
- فرنسا: المرتبة الأولى بـ 639.9 م د، أي ما يزيد عن 31 بالمائة من الإجمالي.
- ألمانيا: المرتبة الثانية بـ 294 م د.
- إيطاليا: المرتبة الثالثة بـ 242.4 م د.
- هولندا: المرتبة الرابعة بـ 153.7 م د.
- الولايات المتحدة الأمريكية: المرتبة الخامسة بـ 108.2 م د.
توقعات إيجابية ودور تونس كمنصة عالمية
أكد حاتم السوسي، المدير المركزي بوكالة FIPA، لـ “وات”، أن تونس بإمكانها بلوغ الهدف المنشود لعام 2025 والمُقدر بـ 3.4 مليار دينار، مُرجعًا ذلك إلى “الحركية الاستثمارية اللافتة والتقدم في مشاريع التوسعة”.
- الاستثمار في الطاقة: أشار إلى أهمية تدفق الاستثمارات في قطاع الطاقة، خاصة في الطاقات المتجددة، مع ضخ استثمارات محترمة في مشروعين بولايتي القيروان وسيدي بوزيد.
- الصناعات المعملية والسيارات الكهربائية: رهن السوسي على ديناميكية قطاع مكونات السيارات، وكشف عن إقبال لافت من الشركات الصينية المتخصصة في السيارات الكهربائية والهجينة، حيث تسعى هذه الشركات للبحث عن مواقع جديدة للاقتراب من الاتحاد الأوروبي، ويجري العمل على جعل تونس منصة هامة لها عبر شراكات مربحة مع الشركات الصينية والكورية الجنوبية واليابانية.
- تطور قطاع الفلاحة: تُعزى الزيادة الكبيرة في الاستثمارات الفلاحية إلى استثمار وحيد ضخم من شركة هولندية في مشروع مندمج بمنطقة الهيشة في قابس، لإنتاج الخضروات والغلال باستخدام المياه الجيوحرارية، يمتد على حوالي 300 هكتار.
ويُشار إلى أن مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2026 يراهن على استقطاب استثمارات خارجية بقيمة 4 مليار دينار لكامل العام القادم، مما يؤكد استمرار هذا المسار التصاعدي.
